Site Meter

Wednesday, August 30, 2006

شيوخ النفط و المرأة .. خطاب مراوغ

منذ مدة ليست بالقصيرة و أنا فى حالة مزاجية لا تسمح بالكتابة و ربما بالقراءة أيضاً و لكن هذين الخبرين المنشورين فى المصرى اليوم فى عدد الثلاثاء 8/29 مثلا لى إستفزازاً تصعب مقاومته

رجال دين سعوديون يخططون لمنع النساء من الصلاة في صحن الكعبة

يحدث في قناة «الناس»: الأزرق والمكياج ممنوعان والعمل بدون أجر.. «واللي مش عاجبه يمشي»!


السادة شيوخ النفط مخترعى الإرهاب يتمنون أن يختفى كل ما هو مؤنث من الكوكب بأكمله - إلا من غرف النوم بالطبع - فهم يقيلون كل مذيعات قناة الناس و يخططون لمنع النساء من الصلاة فى صحن الكعبة ، يستعملون الفضائيات لتحجيب الفن و العقول..

و يبدو أن خطابات دينية عدة حتى و إن بدت مختلفة -على حسب تنوع أصحابها - إلا أنها تتفق فى أغلب الحالات على موقف معادى للمرأة ، موقف يتم تغليفه بكلمات و كليشيهات شعاراتية فارغة تتحدث عن صيانة المرأة و حمايتها داخل منظومة ماضوية ترى فى عصور الحريم مثل أعلى يجب تحقيقه ، كليشيهات تغطى موقف ذكورى يتعامل بدونية مع المرأة ، إن محاولة أولية لتحليل خطابات جماعات الإسلام السياسى أو شيوخ النفط أو حتى العديد من الدعاة الجدد يظهر موقف ينبع من الأساس من نظرة للمرأة على إنها جسد فقط و هدف وجودها هو القيام بالوظائف البيولوجية و فقط ..

الإقتباسات التالية أجزاء من مقال لأحد أعضاء مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين منشور على موقع الإخوان عنوانه و نصه مثال واضح على هذة اللغة الشعاراتية الفارغة

لقد كانت ثمار العلاج المخالف للفطرة ولشرع الله نتائج مرة أدَّت في الغرب إلى تفكك العائلة، وشيوع الفاحشة، وظهور العلل والأمراض، ولقد ضجَّ الكُتَّاب عندهم من المصير الذي ينتظر المرأة إذا استمرَّ الأمرُ على ما هو عليه من التردي والانحدار، ولكنَّ القومَ في الغرب وصلوا إلى القاع، وألفوا الفواحش، ولم تعد لديهم قدرةٌ أو استعدادٌ لأن ينهضوا من التيه الذي وقعوا فيه.
ــــــــــ
إنَّ التجارب التي وصلت إليها البشرية والثمار المرة التي جنتها حين أباحت الاختلاط والسفور لتهتف كلها بصدق هذا الدين وأنه من عند الله خالق هذا الإنسان العليم بما يصلحه، وهذه الكاتبة الأمريكية "هيلسيان ستانسيري" التي تخصصت في دراسة مشاكل الشباب- تقول: "إنَّ المجتمعَ العربي كامل وسليم ، ومن الخليق به أن يتمسك بتقاليده، التي تقيد الشاب والفتاة في حدود المعقول- وتختم عدم الإباحة الموجودة عندنا في الغرب هذه الإباحية التي هددت الأسرة في أوروبا وأمريكا، فالقيود التي يفرضها المجتمع العربي صالحة ونافعة- لهذا أنصح أن تتمسكوا بها.. امنعوا الاختلاط بل وارجعوا إلى عصر الحريم والحجاب فهو خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوروبا وأمريكا.. ثم تقول: "إن الإباحية عندنا هددت الأسرة وزلزلت القيم والأخلاق، إنَّ الفتاة الصغيرة عندنا أقل من 20 عشرين سنة- تخالط الشبان وترقص وتشرب الخمر والسجائر وتتعاطى المخدرات باسم المدنية والإباحية، فهل بقي شيء؟!".

إن تعبيرات كالتى وردت فى الإقتباسات السابقة من نوع "العلاج المخالف للفطرة " - من يحددها؟؟- و " الثمار المرة التى جنتها البشرية" - ماهى و كيف تقيم؟؟ ،" المجتمع العربى كامل و سليم" - مجتمعات الجزيرة العربية و بعض بلدان النفط المليئة بالمثليين مثلا - لهى أمثلة على تلك اللغة الشعاراتية التى لا تحمل مضموناً حقيقياً و لكنها تحاول خلق حالة من التفوق الوهمى لدى مستقبل الخطاب تلهيه عن رؤية واقع مجتمعاته الحقيقي الذى تتعرض فيه المرأة لكل أنواع التمييز و أيضاً تجعل هذه اللغة فى عمومها مُستقبل الخطاب يربط لا شعورياً بين تقدم الغرب علمياً و سياسياً ..الخ و بين صورة من الحرية ترفضها و تؤثمها مجتمعاتنا نتيجة إرث تاريخى و ثقافى و بالتالى يرفض المتلقى للخطاب أى أشكال حضارية أخرى فقط لمنظومتها الأخلاقية المغايرة ، بل و يلهى هذ الخطاب المراوغ متلقيه بحالة التفوق الوهمى تلك - فيما يخص الأخلاق - فى مقابل الأخر / الغرب عن رؤية بقية مشكلاته و تردى أوضاعه على كل المستويات بل و رؤية حالة عامة من التخلف تحياها المجتمعات العربية إقتصادياً و سياسياً و إجتماعياً و الأهم ثقافياً ، إنه خطاب مخدر خطورته لا تقل فيما أرى عن خداع الصفوات الحاكمة فى المجتمعات العربية لشعوبها ، خطاب يرفض و يقف حجر عثرة فى وجه كل ماهو مدنى و علمى و حداثى - موقف أحد نواب الأخوان و تقديم إستجواب فى مجلس الشعب حول مطالبة المجلس القومى للمرأة برفع سن الزواج الى 18 سنة مثال معبر -.
إن نقد و تحليل هذا الخطاب الماضوى الشعاراتى المراوغ يبدو ضرورة ملحة لإظهار الوجه و الفكر الحقيقى لمروجيه و الأهم لتحرير قطاعات مستلبة تحت تأثير هذة الخطابات الدينية الفارغة من أى مضمون و محاولة دفع هذة القطاعات لمواجهة نفسها بحالتها الحقيقية ، عل هذا يكون خطوة على طريق العودة من" سكة اللى يروح مايرجعش" .