Site Meter

Tuesday, October 31, 2006

.. أسئلة حول ما حدث

لم أقرأ بعد بشكل جيد ما كتب عما حدث فى أيام العيد فى "وسط البلد" و لكن من ضمن ما قرأت أن هناك أحداث مشابهة حدثت فى الأسكندرية و المنصورة ، و هنا بعيداً عن حديثنا فى العموم عن ما تتعرض له المصريات من تحرش شبه يومى فى كثير من المواقع ، يبدو تكرار الحوادث فى أكثر من مكان و فى نفس الوقت و بأشكال جماعية غريباً و مثيراً للتساؤل ، لا أستطيع بسهولة قبول الفكرة "
بوصفها " سعار جنسى " كما كتب فى عدة مدونات ،إن كان كذلك فلماذا فى العيد ؟ و لماذا بشكل جماعى ؟ و لماذا "وسط البلد " و ليس " مصر الجديدة" أو "المهندسين" مثلاً و كلاهما قريبة من مناطق فقيرة و ربما عشوائية؟ ، و أيضاً لست من هواة نظرية المؤامرة و لكن أظن أن هناك حلقات مفقودة ، من يفسرون ما حدث بأنه تعبير عن غضب و فقر و ..ألخ ، لماذا التعبير عن الغضب و الفقر و القهر و القمع و كل هذا بالإعتداء على الإناث ؟ لماذا لم يقوموا بحرق أو تدمير ممتلكات أو منشأت مثلاً ؟ أظن أن كثيرين فى مصر و غيرها عبروا عن كل هذا من قبل و لكننى شخصياً لم أسمع عن تعبير عن الغضب و الفقر فقط بالإعتداء على الإناث ، ربما كان ممكن أن نفهم لو ذهبوا لللإعتداء على إناث فى أماكن يبدو فيها مظاهر الثراء الوقح التى نعرفها - المظاهر و الأماكن -و لكن وسط البلد؟؟
الغياب الأمنى أيضاً يثير التساؤل و ربما الشك ؟
أرى ما حدث شديد الغرابة ، حوادث التحرش كثيرة بالقطع و لكنها تحدث بشكل فردى بمعنى أن من يريد التحرش بأنثى (مابيروحش ينادى صحابه) ، هناك جرائم عنف : إختطاف و إغتصاب قامت بها مجموعات فى السابق لكن لم تكن فى وسط البلد و فى الأغلب يكون مرتكبيها نماذج يمكن أن تقوم بجرائم أخرى و لكن شباب يسيرون فى وسط البلد ثم يقررون فجأة التعدى على أى أنثى فى الشارع ..غير منطقى
أنا عاجز تماماً عن الفهم و أظن أن هناك أشياء كثيرة غير واضحة .. من الضرورى بالتأكيد أن يعرف الجميع ما حدث و أن يشعر الجميع بالخطر فشعور رجل الشارع بالخطر و خوفه على أخته أو أمه أو زوجته قد يمنع تكرار هذه الكارثة و لكن أيضاً لا يجب أن نتعامل مع المسألة فقط بشكل إنفعالى يجعلنا لا نحاول أن نفهم حقيقة ما حدث ، فالتوقف قليلاً و محاولة الفهم لا يبدو هنا ترف و لكنه أساسى ، التعامل مع ظواهر من هذا النوع بدون فهم حقيقى يبدو لى خطيراً ... ما كتبته الآن هو فقط تداع للأفكار بصوت عال و أظن أن الأيام القادمة أو الوصول لأحد هؤلاء الأوغاد عن طريق مواطنى هذا البلد الشرفاء - و أظنهم كثر - أو عن طريق الدولة -إن كانت هناك دولة أو لم تكن متورطة أو متواطئة- ربما يكشف عن شئ ما

..مضناك

مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه
وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ
مَقْــــروحُ الجَـــفْنِ مُســـهَّدُهُ

يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه
ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه
ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ

الحســـنُ، حَـــلَفْتُ بيُوسُـــفِهِ
والسُّورَةِ) إِنـــــك مُفـــــرَدهُ )
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ
يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ

جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَكِــيَّ دَمِــي
!!أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ ؟
قـــد عــزَّ شُــهودِي إِذ رمَتــا
فأَشَــــرْتُ لخـــدِّك أُشْـــهِدُهُ
بينــي فــي الحــبِّ وبينـكَ مـا
لا يقــــــدرُ واشٍ يُفسِـــــدُهُ
مــا بــالُ العــازل يفتــحُ لـي
بــــابَ الســـلوانِ وأوصِـــدُهُ
ويقـــولُ تكـــادُ تُجَـــنُّ بــهِ
فــــأقولُ وأُوشـــكُ أعْبـــدُهُ


مـــولايَ وروحــي فــي يــده
قـــد ضيّعهـــا ســلِمَتْ يــدُهُ
نـــاقوسُ القلـــبِ يُــدقُّ لــهُ
وحنايــــا الأضلِـــع معْبـــدُهُ
قســــمًا بثنايــــا لؤلؤِهــــا
قسَــــمُ اليـــاقوتِ مُنَضَّـــدُهُ
مــا خُــنْتُ هــواكِ ولا خَـطَرَتْ
ســــلوى بـــالقلبِ تُـــبرِّدُهُ
....
أحمد شوقى

Wednesday, October 04, 2006

..تداعيات ثلاثينية



بدأت التداعيات بتعليق للعزيزة نرمين على تدوينتى السابقة "الثلاثون.. دوائر فى نقطة المنتصف " ، كتبت فيه إنه لولا دوائرى ما كنت أنا أنا ، و بدأ فيض من الأسئلة يتدافع هادراً يقتحمنى من كل صوب : و من أنا ؟؟ أترانى أعرف ذاتى حقاً ؟ أم ترى ما أعرفه عن ذاتى محض وعى زائف ؟ قـرأت منذ ساعات تدوينات إنسانية شديدة العمق لصاحبة "الحرملك" و صاحبة "الحاجات التانية" عن معاناة إنسانية و مأسى صغيرة لبشر تصادف أن يكن إناث ، و تزداد أسئلتى صعوبة : لماذا كل هذا ؟ لماذا يعانى البشر بسبب بشر أخرين ، بسبب ثقافة و أديان و مجتمعات ؟ لماذا يتحول الأخرين فى أحيانٍ كثيرة إلى جحيم ؟ لماذا الأخرون دائماً ؟

اقرر الذهاب للمقهى فى الثانية صباحاً ، أبحث عن رواية أبدأ فيها و أختار "نثار المحو" لجمال الغيطانى ، إبتعتها منذ ما يقرب من العام و لم أقرأها ، لماذا اخترتها الآن ؟ يبدو أنها "روح العالم" ، الإختيار متوافق تماماً مع حالتى و تساؤلاتى ، أبدأ فى القراءة لتراوغنى الأسئلة ، تهزم كل ما أتصوره يقينى ، العنوان بليغ شديد العمق " نثار المحو" ، حين تنظر ورائك فى سنواتك التى هربت : " المحو" و ما تبقى منها فى ذاكرتك هو مجرد "نثار" ، نثار ذكريات : أشخاص و أماكن و مواقف ومشاعر ، وجوه و ألوان ، أهذا كل ما يبقى ؟

كتبت فى التدوينة السابقة عن "حلم كبير" بإسهامة بسيطة حقيقية تفيد الوطن و البشر ، ترى بماذا يشعر هؤلاء العظماء الذين صنعوا خيراً للبشرية ؟ أتراهم يشعرون من الأساس بأى شئ ؟ ما الفارق بين " مرثية رجل عظيم " و "مرثية رجل تافه" ؟؟ ما قيمة ما نعطيه أو ما نصنعه للأخرين ؟ أو بشكل عكسى : ماذا كان سينقص من الحياة لو لم نعط أو حتى لو لم نوجد من الأساس ؟ تبدو الأسئلة عدمية ... هل الحياة أيضاً كذلك ؟

ما هى الحياة أصلاً ؟ م أهدافها ؟ أهى محض صدفة تطور ؟ أم أن لها هدفاً ما ؟ و إن كان لها فما هو؟

أشعر أن الحياة قصيرة للغاية أو سريعة للغاية ، فها أنا أذكرنى فى التاسعة عشر من عمرى و أنا أبدأ فى أول قصة حب حقيقية فى حياتى ، أذكر اللقاء الأول و التعارف و المشى ساعات على البحر و مفاجأة إكتشاف من تظنه توأماً لروحك ، اذكر فرحة و براءة البداية ، أذكر هذا كله و كأنه منذ ساعات ، لقد مر أحد عشر عاماً ، مروا يلهثون بسرعة شديدة ، لم يبق إلا "نثار"...

أعجز عن تدوير ما يمتد فى نفسى إلى كلمات ، تداهمنى أسئلتى ، تباغتنى ، أشعر بأننى فجأة فى فراغ بلا ملامح ، بلا إشارات ، حالة من قسوة اللا يقين ، يتزعزع ما صاغته خبرتى الحياتية البسيطة من نظريات .. ترى هؤلاء من يمتلكون يقينيات سعداء ؟ هل سيقومون و لو مرة بممارسة خيانة يقينياتهم الثابتة تلك ؟

يزداد إنهمار الأسئلة خلال عودتى من المقهى ، أقرر أن أكتب ، أبحث عن قلمى الحبر ، لا أجده ، لست منظماً على الإطلاق ، بل قد أستطيع أن أقول و أنا مطمئن أننى أكره النظام و أحب ذلك فى نفسى ، أرى الفوضى أكثر إتساقاً مع ناموس الحياة ، و أنا أبحث فى كل مكان حتى فى مطبخ شقتى الصغيرة تمنيت فى تلك اللحظة لو كنت منظماً ، إلى هذه الدرجة قد يغير من تصوراتنا شئ تافه كالبحث عن قلم ؟ لدى قلم حبر أخر أكثر فخامة و أغلى ثمناً و لكننى أحب الأخر ، ليس أجمل شكلاً و لكنه أكثر رشاقة ، لون حبره الأزرق العميق أقرب إلى نفسى ، ليس لكل هذا علاقة بوظيفته التى يؤديها أى قلم أخر : الكتابة ، لماذا نتعلق بأشياء بسيطة كقلم ؟ لماذا تخلق فينا أشياء بسيطة أحاسيس ما تتفاوت فى عمقها و متتاليتها ؟؟

أسأل الآن عن أسباب و قيمة وجودى و كنه ذاتى و حياتى ، و بعد ذلك يجب أن أرتدى وجه " أنا" الأخر ، يجب أن أبدأ فى قراءة بروتوكول لدراسة طبية كجزء من عملى ، دراسة ستبدأ لتحوى ألاف المرضى و يبدو هدفها المعلن شديد النبل و هو تحسين حياة هؤلاء المرضى ، أعرف تماماً ما ورائها ، إنه فقط زيادة الأرصدة البنكية لأصحاب أسهم شركة الدواء العملاقة التى أعمل بها ، ربما يكون تحسين حياة المرضى أثراً جانبياً للدراسة .. مفارقة! .. أعرف ذلك ، لماذا أفعل هذا ؟ لماذا يفعل البشر هذا ؟ لماذا نشيئ بعضنا بعضاً ؟ لماذا نستهلك الجميع : ذواتنا و الأخرين؟ هل نحن / البشر كائنات عاقلة حقاً ؟؟ لماذا بعد كل هذه الألاف من تاريخ البشرية لسنا سعداء ؟؟

تحيطنى الأسئلة من كل جانب ، تجتاحتى من أقصاى إلى أقصاى ، ينهار تحت وطأة إندفاع كل منها يقين ما..

تبقى الأسئلة بلا إجابات ...

ما كنه الحياة و الإنسان ؟

ما قيمة الإنسان ؟

ما كل هذا الذى يحدث حولنا فى حياة فقدت عقلها إن كان لها عقلاً من الأساس ؟

أنا لا أذكر شئ من حياتى الماضية

أنا لا أعرف شئ من حياتى الأتية

لى ذات غير أنى لست أدرى ما هيه

فمتى تعرف ذاتى كنه ذاتى ؟

لست أدرى

..

أننى جئت و أمضى و أنا لا أعلم

أنا لغز .. و ذهابى كمجيئى طلسم

و الذى أوجد هذا اللغز.. لغز مبهم

لا تجادل .. ذو الحجى من قال انى

لست أدرى

إيليا أبو ماضى – الطلاسم

حقاً لست أدرى...

Sunday, October 01, 2006

(الثلاثون... دوائـر فى نقطة المنتصف (نص ذاتى .. شبه أدبى

عام كامل و أنا أنتظره ، أخشاه ، أراه قادماً .. أراوغ ، أحاول الهرب و لكنه باغتنى و أتى ....اليوم

بعدت ولادتى فى الزمن تلاتين سنة

صبحت تاريخ زى السيوف و السقايين

زى الشراكسة و الشموع و السلطنة

زى الخيول .. ضاعت سنينى فى السنين

صلاح جاهين

جاء اليوم الذى أحسبه نقطة منتصف العمر مباغتاً ، حاملاً أسئلة عدة : مباشرة ، عميقة ، عصية على الإجابة ، أسئلة تأتى فى لحظة زمنية أبدأ بعدها العد تنازلياً ، أى تنازلات من الآن تبدو غير قابلة للإسترداد ، مجانية...

جاء اليوم حاملاً معه أسئلته قاذفاً بى فى دوائـر تتنازعنى ، تملأنى وجلاً و حيرة ، قلقاً تخرج من رحمه متتاليات نفسية قاسية ، أحاول ان أغوص فى بعض دوائرى علنى أسبر بعض أغوارى و أغوراها...

دائرة أولى : وجع البعاد

" ولا هد قلبى العليل غيرك..غيرك يا وجع البعاد"

دائرة تزداد ضيقاً فى كل يوم ، تعتصرنى داخلها ، دائرة "وجع" إبتعد فيها أحباب و غابوا للأبد تاركين أثر هو الأعمق على الإطلاق ،غابوا تاركين شجناً لا ينتهى : يتناسخ ويكبر ليملأ جنباتى ، ووجع إبتعاد أحباء أخرين بإرادتهم تاركين لى ألم و أسئلة بلا إجابات ، و"وجع بعاد" أخرين أحبهم : أسرتى ، صديقات و أصدقاء أحبهم كثيراً ، أفتقد وجوههم ، شعورى معهم بذلك الدفء ، بالأمان ...

آه يا وجع البعاد ..

آه يا وجع البعاد ..

يا بعيد عن العين يا ساكن جوا أرواحنا

وجع البعاد فى ليالى الشوق يطوحنا

نحلم نلاقيك لكين الريح يسوحنا

هو إحنا نوحنا غير لما الوجع فينا زاد

آه

آه

آه يا وجع البعاد

ربما يبدو البعاد الأخير مؤقتاً و لكن يبقى الخوف من " اللقا التانى" ، هل حينها ستكون الوجوه و الأهم الأرواح هى ذاتها ، من سيتغير ؟ ، هل ستتلاقى الأرواح لحظتها لتعيد تخليق مشاعر الأمان و الثقة و فرحة اللقيا ؟

أم ستلتقى الأرواح و بينها "صداقة عميقة كالفجوة" ؟

نعم إلتقيت أثناء "البعاد" بأخرين – قليلين للغاية – خلقوا لى قدراً – كبيراً - من الدفء ،أظن سيوجعنى بعادهم حين أعود

تبقى الأسئلة بلا إجابة حتى العودة و التلاقى ( و الفراق !!) ، هل سيبقى دفء الأحضان – أشعر به فى لحظات العودة القصيرة – بعد أن ينقضى البعاد ، أم ستسبب الأحضان ببرودتها "وجع" أشد قسوة من "وجع البعاد"؟

دائرة ثانية : "ليه كل ما أمسك هى تسيب ؟"

أنا أصلى كنت زمان حبييب

و شعـر إيه و غنا و مكاتيب

ليه كل ما أمسك هى تسيب ؟

أتراها مازالت تذكر ؟


و قلت لها بأن الحب ما يصنع بالإنسـان إنسانا

و أن الحب ....

عندما يصبح انسان حقيقة

عندما يبحث فى ظل العيون السود عن عين صديقة

و يراها ......

عندما يحلم بالبيت ، و بالدفء علي مخدع نظرة

و يوارى خوفه فى متكاها

عندما يحلم بالاطفال و النزهة فى إصباح جمعة

عندما تمزج فى عينيه أشواق و دمعة

عندما يشرع انسان لإنسا ن جناحه

و ينا غيه دلالاًً و سماحة

عندما يصبح ما مر من الايام محواً

لم يكن حينا حياة القلب

عندما يصبح كل اللفظ لغواً

غير لفظ الحب

و غمغم الصوت ، وأنبهم

لحني ، فلتسعف الدموع

صلاح عبد الصبور

بقية ما كتبته فى هذه الدائرة صادره الألم ...

صوت وجيه عزيز من بعيد :

أنا جرحى مش حزن و بكا ..

أنا جرحى شئ تانى

..

ليه بتلمونى هو إنت إخترت الغياب

.

.

.

هو اللى فاتنى لدمعتى و القلب نار هو

دائرة ثالثة : قلب الوطن مجروح

يا لولا دقة إيديكى

ما أنطرق بابى

طول عمرى عارى البدن و إنت جلبابى

ياللى سهرتى الليالى يونسك صوتى

متونسة بحس مين يا مصر فى غيابى

أدباتى

أراجوز

نديم صاحبى و خلانى

زجال، مهرج، مركب صوتى فى لسانى

و صحيت لقيتنى أعرفك و إنت عارفانى

دائرة تحوى داخلها كل دوائرى ، لا يمكن لأيهم أن يهدأ دورانها بدون تلك الدائرة ، يبقى الحلم بالوطن متقاطعاً و حاوياً فى نفس الوقت لكل الأحلام ، يبقى الأمل الذى كنا نعبر عنه فى سنوات البراءة بذلك القول الشائع بين المراهقين بأن " نعيش عيشة فل.." ، حلم جماعى حلمناه لشلة مراهقين و ها أنا أراه فى بساطته معبراً عن حلم فردوسي للوطن ، حلم بوطن متقدم حديث حر يحب و يحترم و يحفظ حقوق أبنائه جميعاً بلا تفرقة و يحبه أبناؤه جميعهم ، حلم أتمناه قريب ، أؤمن إنه إن بدأ فى التحقق فسيتحرك متسارعاً مسابقاً للزمن ، و لربما أدرك رؤياه متحققاً قبل وصولى لنقطة النهاية ، و لكن الحلم مراوغ يقف فى طريق تحقيقه سدود..

بينى و بينك سور ورا سور

و أنا لا مارد و لا عصفور

فى إيدى عود رنان و جسور

و صبحت أنا فى العشق مثل

هل سيظهر هذا المارد الذى سيحقق الحلم ؟؟ الذى سيصنع جنتى و جنتنا ؟ أتمنى..

دائرة أخيرة : الأحلام

سؤال .. بسألك إيه أخرة الأحلام

ليلاتى وخدانى فى بحر م الأوهام..

محمد منير


لم أحقق بعد كثير من الأحلام و حتى البسيط منها ، مازلت صغيراً " بتقول علىَ كبير السن .. و أنا فى قلبى ولد كتكوت " و لكن كبرت أحلامى مع السنوات و بقى أهمها: إسهامة بسيطة و لكن حقيقية لخير الوطن و البشر، إسهامة يذكر بعدها البعض أن أحد ما مر من هنا تاركاً أثراً و لو صغير ، لم تتضح بعد ملامح حلمى ، الكبير لى ، و ربما الصغير مقارنة بإنجازات أخرين ، و لكنه حلم إنجاز و لو كلمة صغيرة فى قاموس الحياة

أتت لحظة المنتصف و يوم الميلاد و " العمر فايت بيقول آه " ، تأملت فى دوائرى وجدتها تتقاطع ، تتماس ، تتباعد ، تتمازج ، تتماهى ، تجذبنى فى أطراف شتى ، تجتاحنى أحدهم فى لحظات و تتحول من دائرة إلى دوامة تكاد تغرقنى لتجذبنى دائرة أخرى و هكذا دواليك.

حاولت قراءة تاريخى ، لحظاته المؤلمة ، نجاحاته ، إنجازاته ، كيف تغيرت رؤيتى لذاتى ، قدراتى ، أحلامى ، قناعاتى ، مواقفى ، مشاعرى : ربما وحدها لم تتغير كثيراً فمازال هناك طفل صغير بداخلى ممسكاً بتلابيبها ، رافضاً التنازل عن بساطة و براءة و صدق و حب ، ينازله أحياناً كثيرة " كبير بالغ" يعرف الغضب و ربما الكراهية ، قادر أن يراوغ ، أن يناور ، أن يضرب . ربما يبدو فى لحظات أن النزال خرج منه "الطفل" مهزوماً و أن "البالغ" هو من إنتصر و لكن حين يجلسان سوياً .. وحيدين ، يبكى "البالغ" على أكتاف "الطفل"... ما أحلى الرجوع إليه.. . ربما يوماً ما حين أكتب سأستعير ذلك العنوان الذى إستعمله الدكتور يوسف إدريس " من طفل فى الخمسين " ...الخمسين .. يا للهول