عود - قد يكون - حميد

شهر بأكمله توقفت فيه عن التعامل مع الحياة من خلال شاشة الكمبيوتر و عدت لممارسة الحياة كما أفهمها و أحبها من خلال البشـر، تفاعلات حقيقية مع أخرين تستطيع أن ترى فى عيونهم و تسمع فى إهتزازات أصواتهم سعادة أو شقاء ، حب ، كراهية ، حزن ، فرح ، قلق، خوف ، تستطيع أن ترى أحلامهم الصغيرة جداً لدرجة تضحكك أو الكبيرة للغاية لدرجة تبهرك . كثيرين ممن أحبهم - هؤلاء الذين تشعر فى وجودهم بهذا الدفء و الأمان القادمين من حيث لا تدرى ،و قليلين ممن لا أحبهم – توقفت منذ زمن عن محاولة إظهار العكس
شهر كان هو عطلتى السنوية قضيتها فى تلك المدينة التى أراها نموذجاً مصغراً للدنيا بل للحياة بأكملها بكل تناقضاتها و جنونها : القاهرة ؛ التى تغضبك فى أوقات كثيرة و لكنك لا تشعر بالحياة إلا داخلها
توقفت أيضاً عن التدوين : قراءة و كتابة ، و حاولت معرفة بعض المدونين لا عن طريق ما يكتبون و لكن عن طريق لقاءات حقيقية ، قابلت واحدة مصرية لأول مرة ووجدتها ( إسكندرانية جدعة) ، نموذج تفرح بلقائه لفتاة مصرية عصرية تحاول أن تشارك فى صنع مستقبل أفضل لمن حولها ، شاركنا سوياً وصديقى صاحب رؤى مصرية فى إحدى الندوات لنتحدث ثلاثتنا عن حلم بمصر حديثة تستطيع أن توفر لأبنائها حياة كريمة و فرص عادلة للجميع عن وطن بلا فساد أو قانون طوارئ ، عن أهمية أن نتكاتف جميعاً لتحقيق الحلم
لم تنجح محاولة مقابلة إبن عبد العزيز لوجوده خارج مصر ، أيضاً عمر

الذين تحدثت معهم تليفونياً و لم يتم اللقاء Shex و

هنأت غاندى (وهو معرفة قديمة ) تليفونياً بمولودته الجديدة و لم يكن يعرف أننى صاحب هذه المدونة .قابلت أيضاً
لأتأكد أن صداقة جديدة قوية فى طور التكوين Perfuma Dela Rosa
و قابل صاحب رؤى مصرية منال و علاء و حدث التعارف مصادفة فى أحد أماكن تجمع المثقفين فى وسط البلد . اللقاء مع واحدة مصرية و التواصل مع بعض المدونين الأخرين يدعونى لتذكيركم بهذه الدعوة التى أطلقتها أنا هنا أو تلك التى أطلقها إبن عبد العزيز( نقابة المدونين ) ، أظننا فى حاجة للمساهمة بشكل أكبر فى الحركة الوطنية – بجانب التدوين - أو كما كتبت سابقاً التحرك من مرحلة " الحديث عن.." إلى مرحلة " التأثير فى .." ، ربما بتأسيس "مدونون من أجل التغيير" تضامناً مع كل الحركات الحالية فى المجتمع المصرى أوالتحرك فى إطار أى فكرة تجد قبولاً لدى غالبية المدونين

...تركت القاهرة و إنتهت الأجازة لأعد الأيام مرة أخرى فى إنتظار أجازة قصيرة قريبة و إنتظار عودة نهائية أتمناها قريبة ، و يبقى الحلم
..عدت للتدوين ولدى الكثير لأكتب عنه و لكننى قبل أن أبدأ سأغنى مع صلاح عبد الصبور هذه الأغنية للقاهرة التى أعشقها



أغنية للقاهرة

لقاك يا مدينتى حجَىّ و مبكايا
لقاك يا مدينتى اسايا
و حين رأيت من خلال ظلمة المطار
نورَكِ يا مدينتى عرفت أننى غُللتِ
إلى الشوارع المسفلَتَة
إلى الميادين التى تموت فى وقدتها
خضرة أيامى ..
و أن ما قدر لى يا جرحى النامى
لقاك كلما أغتربت عنك
بروحى الظامى
و أن يكون ما وهبتِ أو قدرتِ للفؤاد من عذاب
ينبوع إلهامى
و أن أذوب آخر الزمان فيكِ
و أن يضم النيل و الجزائر التى تشقه ...
و الزيت و الأوشاب و الحجـر
عظامى المفتتة
على الشوارع المسفلتة
على ذرى الأحياء و السكك
حين يلم شملها تابوتى المنحوت من جميز مصـر
لقاك يا مدينتى يخلع قلبى - ضاغطاً ثقيلاً
كأنه الشهوة و الرهبة و الجوع
لقاك يا مدينتى ينفضنى
لقاك يا مدينتى دموع
أهواك يا مدينتى الهوى الذى يَشرقُ بالبكاء
إذا أرتوت برؤية المحبوب عيناه
أهواك يا مدينتى الهوى الذى يسامح
..لأن صوته الحبيس لا يقول غير كلمتين
أهواك يا مدينتى

...أهواك رغم أننى أُنكرتُ فى رحابك
و أن طيرى الأليف طار عنى
و أننى أعود ، لا مأوى ، و لا ملتجأ
أعود كى أشرد فى أبوابك
أعود كى أشرب من عذابك

’’’’صلاح عبد الصبور