....عقل جديد
إسمحوا لى قليلاً بتجاوز الخلاف حول السيدة أمينة و إمامة المرا ة الى ما أراه أهم فى لحظتنا الزمنية الحالية , و أعنى به كيف نتعامل مع قضايا خلافية من هذا النوع . علم أصول الفقه كما ثبتت قواعده من منتصف القرن الثانى الهجرى الى منتصف القرن الثالث الهجرى يحدد أصول الفقه و التشريع فى أربعة : الكتاب و السنة و الإجماع (إجماع الفقهاء) و القياس (القياس على مثال سبق) . هنا تكون مساحة الإجتهاد بعيداً عن الكتاب و السنة يحددها الماضى : إجماع الفقهاء أو القياس على مثال سبق , و دور العقل ينحصر فى محاولة القياس على الماضى ليس هذا فقط و لكن أ يضاً " و لا يكون لأحد أن يقيس حتى يكون عالماً بما مضى قبله من السنن و أقاويل السلف و إجماع الناس و إختلافهم و لسان العرب" على حسب الإمام الشافعى . إذن حدد العقل العربى فى ذلك الوقت طرق و اليات التعامل مع قضايا الشرع و الان بعد ثلاث عشر قرن مازلنا نتبنى نفس الاليات !
ما أود طرحه الان هو أننا فى زمن نواجه فيه قضايا لا يمكن التعامل معها بنفس اليات الإجتهاد لأنها جديدة كل الجدة فلم يعرفها الفقهاء من الأساس ليجمعوا بشأنها و لا يوجد مثال سبق ليتم القياس عليه , ألم يحن الوقت لنحررعقولنا من اثار عقل تكون منذ أكثر من ألف عام ؟ , ألم يحن الوقت لنصيغ بعقولنا الياتنا فى التعامل مع زمننا كما فعل هؤلاء العلماء فى القرون الهجرية الأولى؟ ألم يحن الوقت لمراجعة أدواتنا فى التفكير ؟ ألم يحن الوقت لتكوين عقل عربى جديد لزمن جديد؟